أهلا بمن تلطخت يديه بدمائي، فرآها حناء، وحين صرخت أمي، سمعها زغاريد نصر.

كنت لأنتقم، لكني جثة هامدة.. باردة.. كنت لأدفعك فتهوي ساقطا، بعد أن أثخنت في جسدي برقصاتك الوحشية، وطقوسك البائدة، لكن لا حق لي في ذلك الآن.. فأنا مجرد مشاهد لمسرحية بينك وبين جسدي.

خشبة المسرح اتسعت لبلايين، ولا زالت تسع أكثر، كلكم ممثلون، إلا المقتولون غدرا، فهم مشاهدون رغم أنوفهم.

نواسي بعضنا بدموع لا طعم لها، ثم نغط في نوم ليس كالذي اعتدناه فوق الخشبة، أليس هذا ظلم كبير؟ استنكرت أمام شلال جميل.

جلس الشيخ بجانبي، وحكي لي قصة أخي هابيل، آه لو امتنع قابيل عن فعلته الشنيعة، كم كانت المسرحية ستكون مختلفة !!

على العموم.. فقد سلمنا أمرنا بداية..فأهلا بذرية قابيل، بأبناء عمي، أهلا بمن أرسل الغراب من أجلهم، لقد سامحتك أيها الغادر، ليس لأني أردت لك ذلك، فأنت حتى لم تتعلم من الغراب، خالفت حتى سنة أبيك قابيل، ورقصت فوق جثتي وأنا أرى من فوقك ومن تحتك.

أسامحك لأني، رأيت مشاهد لن ترى مثلها أبدا، وجدت عالما لن تجد ريحه أبدا، فكان كل ندمي أنك لم تقتلني منذ زمن بعيد.